هام لأطر الأكاديميات : نموذج للتقرير الميداني أو المشروع الشخصي (سيرورة التدريب + الظاهرة التربوية) في مادة الرياضيات




سلام الله عليكم
نضع بين أيديكم نموذجا للتقرير الميداني أو المشروع الشخصي و الذي تطرقنا فيه لمحورين أساسيين هما سيرورة التدريب الميداني بالإضافة إلى معالجة لظاهرة تربوية , و الظاهرة التي اشتغلنا عليها هي " صعوبات تعلم الرياضيات الأولى و الثانية إعدادي نموذجا ", قمنا بنشر التقرير في 13 جزءا حسب محاور التصميم المعتمد :

كلمة شكر
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
يشرفني بعد شكر الله عز و جل على نعمه و فضائله و على منه و توفيقه,أن أتقدم بجزيل الشكر إلى وَالِدَي و إلى جميع الذين أشرفوا على تأطيرنا و تكويننا (أطر المركز الجهوي لمهن التربية و التعليم بجهة الشرق) بنصائحهم و توجيهاتهم القيمة, و كذلك زملائي و كل الأساتذة الذين درسوني طوال حياتي ,فلهم مني أخلص عبارات الشكر و العرفان.
كما أتقدم بالشكر الموصول لكل الأطر الإدارية و التربوية بثانوية تزغين الإعدادية الذين ساعدوني بنصائحهم و تجاربهم القيمة على إنجاز هذا العمل,و كذلك كافة التلاميذ الذين ساعدوني بالإجابة عن أسئلة الاستمارات.
كي لا تفوتني الفرصة, أشكر كافة زملاء مركز التكوين بودير - وجدة  و فوج أبريل-نونبر .

الاسم الكامل

التصميم: 

تقديم: 

1-الفصل الأول: سيرورة التدريب الميداني 
      1- 1 | اللقاء التأطيري : 
      1- 2 | الالتحاق بمؤسسة التدريب: 
      1- 3 | وصف مؤسسة التدريب: 
      1- 4 | أسابيع العمل الفعلي بالمؤسسة: 

2-الفصل الثاني:الظاهرة التربوية(صعوبات تعلم الرياضيات) 
      2- 1 | أسباب صعوبات تعلم الرياضيات: 
               أسباب اجتماعية و ثقافية: 
               أسباب خاصة بالتلميذ: 
               أسباب مدرسية: 
      2- 2 | تحليل و استثمار الاستمارة: 
               الاستمارة : 
               تفريغ الاستمارات: 
               تحليل و استثمار: 
      2- 3 | نتائج صعوبات تعلم الرياضيات: 
      2- 4 | حلول و اقتراحات: 

خاتمة : 

المراجع : 




تقديم: 

     تنفيذا لمقتضيات المادة 2 من مقرر وزير التربية الوطنية و التكوين المهني تحت رقم 16-028 بشأن تنظيم السنة التكوينية بسلك تأهيل أطر هيئة التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين (فوج أبريل – نونبر ) 2016 و التي تنص على التحاق الأساتذة المتدربين لاستئناف التكوين النظري بين 25 و 27 أبريل 2016 ,تم التحاق جميع الأساتذة المتدربين بتكوينهم النظري وفق الآجال المحددة.

     و عملا بمقتضيات المادة 4 من نفس المقرر أشرف مركز بودير – وجدة على تكوين الأساتذة المتدربين في الشق النظري المتعلق بتأهيل أطر هيأة التدريس ؛ تلقينا أثناءه تكوينا مكثفا في 12 مجزوءة تصب في كيفية تدريس هذه المادة بشتى الطرق لتلاميذ السلك الثانوي الإعدادي ؛ و قد تضمن البرنامج التكويني لهذه الفترة التي دامت زهاء ثلاثة أشهر عدة أهداف نذكر منها : تمكين الأساتذة المتدربين من الإطلاع على مستجدات قطاع التربية و التعليم ,و اكتساب الكفايات اللازمة لامتهان التدريس وفق ما جاءت به التوجيهات العامة للميثاق الوطني للتربية و التكوين ,و هذا ملخص ما استفدناه خلال هذه الفترة :

     اطلعنا خلال هذه الفترة على الطرق المختلفة لإيصال المعلومة لتلميذ السلك الثانوي الإعدادي وفق البيداغوجيات الجديدة , و كيفية التخطيط للدروس و تدبير الحصص, و طرق التقويم, و كيفية استعمال الوسائل المعلوماتية في شرح الدرس, و ما يتعلق بالجانب التواصلي داخل القسم و طرق التعامل مع الفئات المختلفة للتلاميذ (المراهق و المشاغب و المنطوي على ذاته و المتعثر دراسيا و المريض ...) ,بالإضافة إلى ما يتعلق بالجانب القانوني الذي يعني الأستاذ و الذي يضمن له حقوقه و يوضح له واجباته داخل المؤسسة و خارجها ,و كيفية التعايش داخل الحياة المدرسية ,و كذلك منهجية إنجاز بحث تربوي يعالج ظاهرة معينة.

     بعد انقضاء هذه الفترة أجريت امتحانات التصديق على المجزوءات و أجريت امتحانات التصديق الإستدراكي؛ وُقعت بعدها محاضر الخروج و تم توزيع الأساتذة المتدربين على المديريات الإقليمية لإكمال استيفاء المجزوءتين المتبقيتين ( التدريب الميداني و إعداد المشروع الشخصي ).

     فيما يخص التدريب الميداني فقد خصصت له الفترة الممتدة من 6 شتنبر إلى نهاية نونبر بالمؤسسات التعليمية التي عينا بها و بالموازاة مع هذا التدريب وجب توثيق و إعداد الملف الشخصي (portfolio) من ثم تحضير المشروع الشخصي تحت إشراف و تأطير لجنة مكونة من الأساتذة المكونين و المفتشين التربويين و مديري المؤسسات و أساتذة من ذوي الخبرة ,و منحت لنا في هذا التدريب مسألة مهمة جدا و هي تحمل مسؤولية القسم .

     و يعتبر هذا التقرير الميداني بمثابة وثيقة تعبر عن حصيلة فترة التكوين الميداني داخل المؤسسة التي عينت بها ,عبرت فيه عن مختلف الأحداث التي صادفتها في فترة التدريب و عن العلاقة الوطيدة التي تجمع بين مختلف أطر هذه المؤسسة و التي أسهموا من خلالها بخلق فضاء متين للتواصل مع التلاميذ , و لهذا فالظاهرة الوحيدة التي لاحظتها داخل القسم على عدد كبير من التلاميذ و التي تشكل بالنسبة لي عائقا في التدبير الزمني للحصة هي ضعف المكتسبات القبلية و صعوبة في استيعاب الرياضيات.

و قد قسمت التقرير إلى فصلين:
   · الفصل الأول: سيرورة التدريب الميداني.
   · الفصل الثاني: الظاهرة التربوية.

     حاولت في الفصل الأول عرض بطاقة تعريفية عن الجماعة و المؤسسة التي عُينت بها من ثم وصف لسيرورة التدريب الميداني طيلة فترته. و خصصت الفصل الثاني للحديث عن صعوبات تعلم الرياضيات بالنسبة للسلك الثانوي الإعدادي .

1- الفصل الأول: سيرورة التدريب الميداني 

كما يعلم الجميع فالتكوين النظري لوحده فقط لا يمكن أن يبني أستاذا ذو كفاءة مهنية لا بأس بها لتخدم صالح التلميذ و لذلك فلابد من تطبيق تلك الأمور النظرية التي درسناها في المركز بمعية مصاحب من ذوي الخبرة,و هو الأمر الذي نصت عليه المادة 3 من المقرر الوزاري السالف الذكر و منحته أهمية بالغة.

1- 1 | اللقاء التأطيري :

        فتنفيذا إذا لمقتضيات المادة 8 و المادة 9 من مقرر وزير التربية الوطنية و التكوين المهني تحت رقم 16-028 الصادر بتاريخ 6 مايو 2016 , التي تنص على إجراء التداريب الميدانية بالمؤسسات التعليمية و تحضير المشروع الشخصي و ذلك خلال الفترة الممتدة من 6 شتنبر إلى نهاية نونبر 2016,تم يوم الثلاثاء 6 شتنبر على الساعة الثالثة بعد الزوال بالمركز الجهوي لمهن التربية و التكوين فرع الناظور عقد لقاء تأطيري حضر فيه كل الأساتذة المتدربين الذين عُينوا بمديرتي الدريوش و الناظور ترأسه السيد عبد الله بوغوتة مدير المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين لجهة الشرق ,بعد دخولنا تم توزيع ورقة تحتوي على دليل التكوين العملي الخاص بسلك تأهيل أطر هيأة التدريس فوج أبريل – نونبر 2016 (التدريب الميداني و المشروع الشخصي) و ورقة أخرى قصد ملإها بالمعلومات الشخصية و المعلومات المتعلقة بالمركز الأصلي و المستقبل و المديرية و المؤسسة المستقبلة.

      و بعد ذلك رحب السيد عبد الله بوغوتة بالأساتذة المتدربين المعينين بجهة الشرق, ثم تحدث عن الأهداف المتوخاة من هذا التدريب بكونه تمرس على تدبير الفعل التربوي للتمكن من الكفايات المهنية المرتبطة بالتدريس و من أدوات و آليات تخطيط و تدبير و تقويم العملية التعليمية التعلمية ؛و أكد على ضرورة الالتحاق بالمؤسسات التعليمية التي عُينا بها بين 7 و 8 شتنبر قصد تسلم المهام المسندة إلينا من طرف إدارة المؤسسة و القيام بالإجراءات اللازمة ؛و ألح على أهمية استيعاب وضعية تحمل مسؤولية القسم و التي ستتم تحت الإشراف المباشر للسيد مدير المؤسسة ؛و الاستفادة أيضا من التأطير و المصاحبة و التتبع من طرف المديريات الإقليمية للوزارة بتنسيق مع المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين المستقبلة بمساهمة المكونين وأطر هيأة التفتيش و المراقبة التربوية و مديري المؤسسات التعليمية التي تجرى بها هذه التداريب.

       و في الأخير أشار إلى ضرورة توثيق كل الأعمال و الانجازات و جميع الأنشطة التربوية و الإشعاعية في الملف الشخصي (portfolio), حيث اعتبره وسيلة للتكوين الذاتي و أداة للتقويم من طرف المؤطر و لجنة التقويم النهائي ؛ ثم وضح العناصر الأساسية للمشروع الشخصي المؤطر(المقدمة - المضمون - الخاتمة), و بهذا انتهى اللقاء بعد التوقيع على أوراق تثبت حضورنا .

1- 2 | الالتحاق بمؤسسة التدريب: 

        يوم الأربعاء 7 شتنبر التحقت بالمؤسسة التي عينت بها و هي ثانوية تزاغين الإعدادية بجماعة تزاغين إقليم الدريوش, و قد استقبلني السيد مدير المؤسسة في مكتبه بصحبة السيد الحارس العام للخارجية, طلب مني نسخة من بطاقة التعريف الوطنية, و تبادلنا الحديث عن الوضعية التي تهم الأساتذة المتدربين في المؤسسات التعليمية و طريقة اشتغال المؤسسة فيما يخص المجالس و الأندية, و الوضعية الاجتماعية و الاقتصادية لتلاميذ المنطقة و كيفية التعامل معهم .

1- 3 | وصف مؤسسة التدريب:

بطاقة تعريفية لجماعة تازغين:
     تتواجد جماعة تازغين بإقليم الدريوش التابع لجهة الشرق على الشريط الساحلي الرابط بين الناضور و الحسيمة, تبعد عن مقر المديرية ب 50 كلم وعن الأكاديمية ب 200 كلم , يتجاوز عدد سكانها 6000 نسمة حسب إحصاء 2004 ؛ يغلب على تضاريسها الطابع الجبلي بنسبة 75% و مــا تـبقى عبارة عن تـلال وهــضاب على الشريـط الساحلي ؛ سكانها قرويون ، لغتهم المتداولة هي الأمازيغية،و مساكنهم متفــرقة في المناطق الـجـبـلية ، و متجمعة فـي المركز و الدواوير المجاورة له, يعتمدون على الفلاحة التقليدية و الصيد البحري الساحلي و التجارة بالإضافة إلى عائدات الجالية العامــلة بالخارج .

بطاقة تعريفية للمؤسسة:
     تأسست ثانوية تازغين الإعدادية كملحقة سنة 2000 و تم فتحها سنة 2006 ؛تنتمي لمديرية الدريوش التابعة لأكاديمية جهة الشرق ,تتكون من الجناح الإداري (مكتب المدير، مكتب الحارس العام،مكتب المقتصد ، المكتبة / الخزانة الرقمية ، فضاء الأنــدية التربوية ، مكتب التوجيه والإعلام،مكتب مخصص لخزن المواد والتجهيزات ، مكتب للنسخ ، الانترنيت ) ؛ الجناح العلمي (قاعة علوم الحياة والأرض ، وقاعة علوم الفيزياء ، مختبر ) ؛ القاعات الدراسية (06 قاعة عامة ، قاعة جيني ، قاعة المعلوميات والتكنولوجية ) ؛ الجناح الرياضي (ملعب كرة السلة ، ملعب كرة الطائرة،مستودع ، مكتب الأستاذ ، 12 مرافق صحية مــنها 06 للإناث ) ؛ بالإضافة إلى المطعم و الساحة ؛ بنيتها 6 (2:الأولى إعدادي + 2:الثانية إعدادي +2:الثالثة إعدادي).

الموارد البشرية:
الهيأة
الأعضاء
هيأة الإدارة و الخدمات
9 (3 إداريين + 6 أعوان)
هيأة التدريس
11 (1 أستاذ لكل مادة ما عدا الرياضيات (2) )
المجالس
هيأة أعضاء مجلس التدبير
15 (الإداريين + الأساتذة + رئيس الجماعة + رئيس جمعية الآباء)
هيأة أعضاء مجلس القسم
13 (المدير + حارس عام الخارجية + الأساتذة + رئيس جمعية الآباء)
هيأة أعضاء المجلس التربوي
13 (المدير + حارس عام الخارجية + الأساتذة + رئيس جمعية الآباء)


1- 4 | أسابيع العمل الفعلي بالمؤسسة: 

·الأسبوع الأول (من 19 شتنبر إلى 24 شتنبر) :
     صباح اليوم الأول من هذا الأسبوع توجهت للمؤسسة, و استقبلني السيد المدير من جديد و منحني استعمال الزمن (14 ساعة في الأسبوع موزعة على قسمين للأولى إعدادي و قسم واحد للثانية إعدادي), توجهت إلى حجرة الدرس (القاعة3) بصحبة السيد الحارس العام للخارجية, كانت أول حصة لي أتحمل فيها مسؤولية قسم بأكمله و أول مرة أقف فيها أمام التلاميذ بصفة مدرس, بعد تسجيل المتغيبين الذين كان عددهم يفوق النصف بسبب مشاكل في النقل المدرسي, تعرفت على تلاميذ المستوى الأول و عرفتهم بدوري علي ,سألتهم عما يعرفونه عن الرياضيات و استعمالاتها, حدثتهم بعد هذا عن وجود ميثاق للقسم عبارة عن قوانين يجب على كل واحد منا سواء أنا كأستاذ أو هم كتلاميذ احترامها و قمت بسردها عليهم ,و أشرت إلى عدد الفروض المنزلية و المحروسة التي ستجرى في كل دورة , و أشرت في الأخير إلى الأدوات الهندسية التي نحتاجها في الرياضيات و عن الدفاتر التي نحتاجها لكتابة الدروس و التمارين و عن ضرورة الالتزام بالكتابة ؛نفس السيناريو الذي مرت فيه الحصة الأولى مرت فيه الحصة الثانية كذلك مع قسم آخر لتلاميذ المستوى الأول؛ في اليوم الموالي كانت إحدى الحصص للتعارف بيني و بين تلاميذ المستوى الثاني ,و الحصتين الأخريين كانتا مع قسمي الأولى إعدادي ,قدمت في هاتين الحصتين مجموعة من التمارين في العمليات الأربع على الأعداد الصحيحة و العشرية لتشخيص المكتسبات كما نصت عليه المادة 9 من المقرر 16/446 لوزير التربية الوطنية و التكوين المهني بتاريخ 17 يونيو 2016 بشأن تنظيم السنة الدراسية 2017/2016 ؛يوم الأربعاء 22 شتنبر قمت بتقديم بعض التمارين المتعلقة بترتيب الأعداد الصحيحة الطبيعية و العشرية و حساب القيمة المقربة بتفريط و بإفراط و ذلك لمستوى الأولى ,أما فيما يخص مستوى الثانية فكانت تمارينا تخص العمليات على الأعداد العشرية و الصحيحة الموجبة و اختزال الأعداد الكسرية؛ و باقي حصص الأسبوع كانت عبارة عن تمارين لتشخيص المكتسبات القبلية لكل مستوى (الأولى :تمارين في درس الأعداد الكسرية لمستوى السادس ابتدائي؛الثانية: تمارين في درس الأعداد الكسرية لمستوى الأولى بالإضافة إلى تمارين أخرى في درس الأعداد العشرية النسبية لمستوى الأولى).

·الأسبوع الثاني (من 26 شتنبر إلى 1 أكتوبر) :
     لازلنا في الأسبوع الثاني لتقويم المكتسبات ,في يومه الأول قمت كالعادة بتقديم تمارين للتشخيص و في اليوم الموالي خصصنا جميع الحصص داخل المؤسسة لروائز المواد الأساسية و التي أرسلت من طرف النيابة ؛يوم الأربعاء 28 أكتوبر خصصته لاختبارات التقويمات التشخيصية التي أنجزتها بنفسي للأقسام المتبقية و التي لم تستفد من الروائز المرسلة من النيابة, و بعدها و بالضبط على الساعة 11حضرت اجتماعا لمجلس القسم ناول موضوع طلبات الاستعطاف و إعادة التسجيل ؛في حين خصصت اليومين المواليين لتصحيح الروائز و التقويمات التشخيصية مع التلاميذ و مددت الإدارة بنسخ من شبكات نقط الروائز و التقويمات .

ملاحظات :خلال هذين الأسبوعين و اللذين خصصا لتقويم المكتسبات القبلية ,لاحظت أن مجموعة من التلاميذ يعانون من مشاكل في مادة الرياضيات و ذلك ما أكدته نتائج التقويمات التشخيصية المنجزة.


·الأسبوع الثالث (من 3 أكتوبر إلى 8 أكتوبر): 
     استهل هذا الأسبوع بعطلة فاتح محرم, و يعتبر أول أسبوع لبداية الدروس ,بعد زوال يوم الثلاثاء 4 أكتوبر كانت أول حصة مع قسم للأولى و بداية درس العمليات على الأعداد الصحيحة و العشرية ,في البداية قمت بتذكير سريع عن هذه الأعداد و أنجزت نشاطين (تشخيصي و بنائي) يهمان حساب سلسلة من العمليات بدون أقواس من ثم كتبت ملخص الدرس على السبورة و أتبعته بتمرين تطبيقي لكن معظم التلاميذ لم يحضروا دفاترهم لأن الحالة المادية لسكان المنطقة ضعيفة شيئا ما ,في انتظار المبادرة الملكية لمليون محفظة (كانوا يكتبون في أوراق و دفاتر السنوات الماضية فقط)؛في اليوم الموالي قمت بإنجاز فقرة حساب سلسلة من العمليات بأقواس بنفس الصيغة التي مرت عليها الحصة الأولى للدرس؛ أما بالنسبة لقسم 1/2 فأول درس بالنسبة لهم هو تقديم الأعداد الجذرية , ذكرتهم في الحصة الأولى بالأعداد العشرية النسبية و ركزت على "الجزء العشري يكون مضبوطا" من ثم تقويم تشخيصي سريع و نشاط بنائي تمكنوا من خلاله من فهم تعريف العدد الجذري و من ثم تمرين تطبيقي ؛و الحصص المتبقية خصصت لإشارة و تساوي الأعداد الجذرية ؛و لا أخبار على توفر الكتب المدرسية و الدفاتر؛ في اليوم الموالي أي يوم الجمعة 7 أكتوبر لم نشتغل نظرا لوجود مكتب التصويت داخل المؤسسة.

·الأسبوع الرابع (من 10 أكتوبر إلى 15 أكتوبر) :
     بالنسبة للأولى إعدادي أكملت الدرس الأول في الحصة الثانية و صححت مع التلاميذ مجموعة من التمارين في الكتاب المدرسي في الحصة الثالثة أما الحصة الرابعة فكانت للدرس الجديد الكتابات الكسرية- مقارنة الكسور قمت خلال هذه الحصة بتوضيح كيفية استخراج كتابات كسرية لخارج عددين عشريين ,أما الحصة الخامسة فخصصت لمقارنة عددين كسريين لهما نفس المقام و من ثم نفس البسط ؛بالنسبة لمستوى الثانية تطرقت خلال هذا الأسبوع لاختزال عدد جذري و العدد الجذري و المعادلات وبهذا أتممت الدرس الأول بالنسبة لهذا المستوى ,و من ثم صححنا بعض التمارين من الكتاب المدرسي و التي تخص هذا الدرس.

·الأسبوع الخامس (من 17 أكتوبر إلى 22 أكتوبر) :
     بالنسبة للأولى إعدادي ,فقد خصصت حصص هذا الأسبوع لمقارنة الأعداد الكسرية ومن ثم درس العمليات على الأعداد الكسرية؛ أما بالنسبة للثانية إعدادي فقد خصصت حصص الأسبوع لدرس العمليات على الأعداد الجذرية ( الجمع و الطرح و الجداء).وفي أواخر هذا الأسبوع عقدت لقاءا مع المؤطر ناقشنا فيه الخطوط العريضة لهذا البحث.

·الأسبوع السادس (من 24 أكتوبر إلى 29 أكتوبر) :
     في بداية هذا الأسبوع قدمت الفروض المنزلية لأقسام المستويين؛ يوم الأربعاء 26 أكتوبر حضرنا درسا تجريبيا على الساعة 10 صباحا بالثانوية الإعدادية عبد العزيز أمين تحت إشراف السيد احميدو واعروص مفتش مادة الرياضيات بمديرية الدريوش ,وجه فيها السيد المفتش كلمة شكر للأستاذ الذي قدم الدرس ذ. عبد الرحيم الهشمي ,و كلمة ترحيبية بالأساتذة المتدربين المعينون بمديرية الدريوش ,و أشار إلى مجموعة من الملاحظات و التوجيهات القيمة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار أثناء تقديم الدرس للتلاميذ داخل القسم ,و أجاب بعدها عن تساؤلات الأساتذة المتدربين ,ليعلمنا في الأخير عن مواعيد إجراء تقويمات التداريب الميدانية و مناقشة المشروع الشخصي؛ و في المساء حضرت اجتماع مجلس التدبير بالمؤسسة نوقشت فيه تدابير مشروع المؤسسة,أما باقي الحصص فقد مرت في ظروف عادية (تقديم الدروس و التمارين).

ملاحظات عامة: طوال هذه الأسابيع من التدريب الميداني لاحظت بالإضافة إلى كون أن التلاميذ يعانون من ضعف في المكتسبات القبلية أنهم يعانون أيضا من مشاكل و صعوبات في تعلم و استيعاب الرياضيات, و هذا ما دفعني لاختيار هذا الموضوع لكي أشتغل عليه كظاهرة تربوية صادفتها داخل القسم.

لن أنسى أكيد طوال هذه المدة المساعدة التي قدمت لي من طرف الأطر الإدارية و التربوية بثانوية تزاغين الإعدادية بخصوص إعداد هذا العمل و أيضا فيما يخص طريقة العمل و الاشتغال بالمؤسسة, فلهم مني أرقى عبارات الشكر و الامتنان.


-الفصل الثاني:الظاهرة التربوية(صعوبات تعلم الرياضيات)

2- 1 | أسباب صعوبات تعلم الرياضيات:

أسباب اجتماعية و ثقافية:
     نذكر من بين هذه الأسباب الحالة الاجتماعية و الثقافية لأولياء تلاميذ المؤسسة, فأغلب الآباء و الأمهات أميون لا يمكنهم تقديم يد المساعدة لأبنائهم فيما يخص الدعم التربوي بالمنزل, بالإضافة إلى أن أوضاعهم المادية بسيطة جدا و مساكنهم بعيدة عن المؤسسة (بين 1.5 كلم إلى 08 كلم).

أسباب خاصة بالتلميذ:
      خلال مدة التدريب التي أمضيتها داخل المؤسسة لاحظت أن معظم التلاميذ يعانون من نقص في المكتسبات القبلية ,و هذه إحصاءات نقط التقويم التشخيصي لقسم من مستوى الأولى إعدادي و التي تؤكد وجود هذا السبب :


     السبب الثاني راجع إلى ضعف في الرغبة والحافز للتعلم, و تدني مستواهم اللغوي (اللغة العربية) نظرا لازدواجية اللغة ف 99% منهم يتحدثون اللغة المحلية الأم و هي الأمازيغية (الريفية) , و هذا يظهر أثناء كتابتهم على السبورة و حينما يطلب منهم صياغة القواعد و الخاصيات ,بالإضافة إلى أنهم لم يستفيدوا من التعليم الأولي (الروض) في صغرهم ؛و كونهم يتغيبون عن الحصص الدراسية و بالإضافة إلى أنهم يمرون في فترة صعبة جدا في حياتهم و هي فترة المراهقة.

أسباب مدرسية:
     يمكن أن نقسم الأسباب المدرسية إلى ثلاث, أسباب متعلقة بالعلاقة تلميذ- مادة, فأغلبهم يكرهون مادة الرياضيات و ينفرون منها نظرا لكونها مجردة غير ملموسة و لكون أن التلاميذ في هذه المرحلة يركزون على الملاحظة و المحسوسات فقط و يجدون صعوبة كبيرة مثلا في تقبل أن حساب 3-1ممكن؛ أسباب متعلقة بالعلاقة أستاذ-تلميذ ,فربما يكون الأستاذ سببا مباشرا في الزيادة من تعقيد المادة باستعماله للأساليب التقليدية (كالإلقاء ) ؛أسباب متعلقة بالوسائل الديداكتيكية المستعملة فكل تلميذ يحبذ لو أن الأستاذ استعمل وسيلة معينة عوض أخرى (السبورة-الكتاب-الحاسوب ...), لكن طبيعة الدرس هي التي تحدد الوسيلة التي سيستعملها المدرس.
     و من أجل الحصول على بيانات دقيقة مرتبطة بأسباب الظاهرة اعتمدت على أداة أساسية، و هي « الاستبيان »، و قد اعتمدت في بناء هذه الاستمارة على الأسس التالية:
  •  تحديد الهدف من البحث, و هو دراسة صعوبات تعلم الرياضيات.
  • تحديد الغاية من الاستبيان: و هو جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات الأساسية حول أسباب الظاهرة.
  • وضع أسئلة الاستبيان بطريقة دقيقة من أجل الحصول على إجابات مركزة (أسئلة مغلقة),منها أسئلة عن أسباب ذاتية خاصة بالتلميذ,مدرسية مرتبطة بالمدرسة, أسرية مرتبطة بالحياة الأسرية للتلميذ .

2- 2 | تحليل و استثمار الاستمارة: 

الاستمارة :

     وزعت هذه الاستمارات على عينة من 27 تلميذا من مستوى الثانية إعدادي قصد التأكد من مدى صحة الأسباب التي ذكرناها سالفا .

تفريغ الاستمارات:
     قمت بتفريغ الاستمارات باستعمال برنامج Microsoft Office Excel ,و يعبر هذا الجدول عن نسب مختلف الإجابات التي اختارها التلاميذ : 

تحليل و استثمار:
     انطلاقا من الجدول السابق نلاحظ أن نسبة (57.1% ) من تلاميذ هذا القسم يجدون صعوبات في فهم و تعلم الرياضيات, و تتجلى هذه الصعوبات بشكل كبير في مادة الجبر لأنها مادة مجردة غير ملموسة.

     يفضل التلاميذ إشراكهم في الدرس و تبني أسلوب الحوار (46.4%) و استخدام الحاسوب (32.1%) بجانب السبورة عوض استعمال الطرق التقليدية في تقديم الدرس, لأن الوسائل الحديثة تبث فيهم نوعا من الحماس و التشويق.

     كما نلاحظ أن معظم التلاميذ يستيقظون بين الخامسة و السادسة صباحا (46.4%) و آخرون بين الرابعة و الخامسة صباحا (17.9%), و السبب راجع لبعدهم عن المؤسسة, الأمر الذي يؤثر سلبا على التركيز خصوصا إن لم ينم التلميذ لمدة كافية (8 ساعات).

     بالإضافة إلى أن نسبة (67.9%) من التلاميذ أجابوا بأنهم يستفيدون أكثر في الحصص الصباحية ,و يؤثر عليهم التعب نتيجة حصة التربية البدنية (57.1%) بحيث ينقص من تركيزهم و انتباههم في الحصة الموالية.

     و كما كان متوقعا فنسبة (60.7%) من المتعلمين لا يتلقون دعما من أسرهم لانجاز الواجبات المنزلية نظرا لكون أن نسب مختلفة تتراوح بين (21.4%) و (35.7%) تؤكد على أن الآباء و الأمهات إما أميين أو كُتابا أو درسوا حتى المرحلة الابتدائية فقط, في حين أن القليل منهم درسوا حتى المرحلة الإعدادية (14.3%).

     من خلال مقارنة بسيطة نجد أن معظم الإجابات التي أجاب بها التلاميذ تنطبق بصفة كبيرة مع الأسباب التي ذكرناها في الأول.

2- 3 | نتائج صعوبات تعلم الرياضيات: 

     من بين نتائج هذه الظاهرة نذكر الإخلال بإيقاع الدرس و بزمن التعلم, فالأستاذ هنا عوض أن يقدم الدرس كما هو مخطط له بأنشطته و محتواه و تطبيقاته يجد نفسه مجبرا على التذكير المفرط بالدروس السابقة أو إعادة الشرح للعناصر التي تعاني من صعوبات التعلم,مما يشكل مضيعة لزمن الحصة المخصص لفقرة معينة , و يحتم على الأستاذ تحيين التخطيطات التي قام بها مسبقا كل مرة؛ و تؤثر كذلك على استيعاب المتعلم للمفاهيم و الدروس في الحصص الموالية لأن أغلب دروس الرياضيات متسلسلة .

     فبالضرورة إن وجد المتعلم مشكلا في تعلم الرياضيات سيجد مشاكل في استيعاب المواد الأخرى كالفيزياء و العلوم الطبيعية لأنها مبنية بالأساس على المفاهيم الرياضية.

     هذه الصعوبات التي تواجه التلاميذ تؤثر كذلك على تحصيلهم الدراسي و النقط المحصل عليها,فبدون معدل لا يمكن للتلميذ أن ينتقل للمستوى الآخر ,إذ يمكن أن يتعرض للفصل بعد عدة استعطافات من طرف المؤسسة, مما يؤدي للهدر المدرسي.

2- 4 | حلول و اقتراحات: 

     من المهم أن يعلم المدرس أن التلميذ في هذه المرحلة (12 -16 سنة) لا يستطيع اتخاذ القرارات بنفسه فيما يخص تغيير طريقة العمل أو التفكير أو الاجتهاد, لهذا ينبغي على الأستاذ أن يقدم نصائحه لهؤلاء التلاميذ و أن يحفزهم و يزرع فيهم روح التنافس الشريف بتقييمه و تنويهه لمجهوداتهم حتى و لو كانت بسيطة؛ و كذلك بتقديم الدعم المعنوي و التربوي عبر حصص الدعم المبرمجة ؛كما يمكن للأستاذ أن يغير من وقت لآخر طريقة تقديمه للدرس فعوض أن يركز على وسيلة واحدة حبذا لو يلجأ إلى أساليب و تقنيات حديثة كالحاسوب و السبورة التفاعلية و العمل بالمجموعات, فهنا سيركز التلميذ بشكل كبير لأنه يخرج من ذلك الروتين اليومي الذي كان سببا في عدم تركيزه أثناء الحصص إلى جو يجده ممتعا و شيقا.

     الابتعاد عن تكثيف الواجبات المعطاة للتلميذ كتقوية للضعف الذي يعانيه, فالمجهود الذي سيبذله مضاعف مقارنة بالتلميذ العادي بالإضافة إلى آن قدرته على التعلم أضعف من التلميذ العادي, فذلك قد يؤدى إلى نتيجة عكسية وإحباط مع زيادة كرهه للمادة.

     كما يجب على الإدارة و الأستاذ أن يكونا صارمين في أمور الغياب و إنجاز الواجبات المنزلية و الانضباط داخل المؤسسة و ذلك بالتنسيق مع أسر التلاميذ.

     كاقتراح آخر, أرى أنه من الأفضل أن تبرمج حصص المواد العلمية في الصباح نظرا لما تحتاجه من مجهود كبير في التركيز ,و أن لا تكون بعد حصة التربية البدنية المتعبة (فإن تعب الجسد تعب العقل معه).

خاتمة : 

     تعتبر التكوينات النظرية و الميدانية التي خضع لها الأساتذة المتدربون خلال هذا الموسم الدراسي 2017/2016 محطة أساسية في حياة كل أطر هيأة التدريس, حيث مكنتهم من الكفايات المهنية المرتبطة بالتدريس و تنمية تحليلهم للممارسة المهنية, و اكتسبوا معارف جديدة و مهمة أثناء تلقيهم لهذه التكوينات و أثناء وقوفهم على الصعوبات و الإكراهات الميدانية للعمل و التي شهدوها داخل المؤسسة مع التلاميذ و الإدارة.
     و خلاصة القول ,أن هذه التكوينات التي تلقاها الأساتذة المتدربون تلعب دورا مهما في بناء الشخصية للعمل كمدرس ناجح, لكن يجب دائما القيام بالتكوين الذاتي و المستمر تماشيا مع مستجدات القطاع.

المراجع : 

     1- مقرر وزير التربية الوطنية و التكوين المهني تحت رقم 16-028 بتاريخ 06 مايو 2016 بشأن تنظيم السنة التكوينية بسلك تأهيل أطر هيئة التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين (فوج أبريل – نونبر ) 2016

     2- دليل التكوين العملي الخاص بسلك تأهيل أطر هيأة التدريس فوج أبريل – نونبر 2016 (التدريب الميداني و المشروع الشخصي)

     3- المقرر 16/446 لوزير التربية الوطنية و التكوين المهني بتاريخ 17 يونيو 2016 بشأن تنظيم السنة الدراسية 2017/2016